languageFrançais

الفاضل الجزيري..'مسرحي لن يأفل نجمه '

غيّب الموت اليوم الاثنين 11 أوت 2025 الممثل والمخرج الفاضل الجزيري بعد صراع مع المرض.

'مازلت مبتدأ ونجرب لليوم ..' هكذا صرح فقيد الساحة الفنية في آخر حوار لموزاييك أف أم .. هو فنان حد النخاع.. محب للفن، أفنى حياته في خدمة الثقافة وظل لآخر نفس في نمط عيش غلبه الابداع لتكون آخر أعماله 'جرانتي العزيزة ' المبرمجة في مهرجان الحمامات الدولي الدورة الحالية.

الفاضل الجزيري، دقيق وملم بكل تفاصيل عروضه، هو المخرج وصاحب الرؤية الابداعية الاستثنائية، هو محبوب أبناء جيله والجيل الجديد.

ظل مجددا ومنفتحا على التجارب والأفكار المختلفة، وبدأت نشاطاته المسرحية الأولى في دار الثقافة ابن خلدون وهناك شارك في مسرحية مراد الثالث لعلي بن عياد وحبيب بولعراس.

درس في لندن بمنحة دراسية، ومع عودته لتونس شارك في تأسيس مسرح الجنوب بقفصة سنة 1972 مع رفاق دربه فاضل الجعايبي، وجليلة بكار، ورجاء فرحات ومحمد إدريس.

وفي 1976 أسس مع فاضل الجعايبي والحبيب مسروقي مسرح تونس الجديد وانتجوا «العرس» غسّالة النوادر، عرب والكريطة، مع فرقة مسرحية هاوية متكونة من لمين النهدي، وكمال التواتي، وعبد الحميد قياس وتوفيق البحري.

خاض بعض التجارب في التمثيل ولكنه لم يكن يحبذ هذا العالم بقدر مكانه وراء الكاميرا، مثل الجزيري في ترافيرسي (عبور) سنة 1981 لمحمود بن محمود، وفي سجنان لعبد اللطيف بن عمار وفي الميسيا لروبرتو روسيليني و في سنة 2007 أخرج فيلم ثلاثون.

عشرات الأعمال المسرحية

كما وقف وراء عديد التجارب التي ظلت مرجعا في الذاكرة الثقافية التونسية من بينها عشرات الأعمال المسرحية ك“العرس” و”الورثة”(1976)، و”التحقيق” (1977)، و”غسّالة النوادر”(1980).

ومع مسرحية العوّادة”، التي عُرضت في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي في صيف سنة 1989، والتي أحرزت جائزة الإخراج المسرحي في أيام قرطاج المسرحية لسنة 1990، أفتتح فاضل الجزيري مرحلة جديدة من مسيرته الفنية، تمثلّت بالخصوص في العروض الموسيقية دون أن يتخلى مع ذلك عن المسرح، وعن السينما.

ومع عرض “النوبة” (1990)، أعاد فاضل الجزيري الاعتبار لتراث موسيقي شعبي في ذلك العرض الذي قُدّمَ في افتتاح مهرجان قرطاج لصيف سنة 1991، والذي ظل محفورا في الذاكرة الثقافية التونسية.

ثلاثون..خسوف.. القيرة.. رحل وسيظل نجمه ساطعا 

أخرج فاضل الجزيري فيلمه الطويل الأول “ثلاثون” الذي أنتجه وأخرجه بمفرده والذي سعى فيه إلى إبراز صورة عن جيل الثلاثينات من القرن الماضي في تونس، أي “جيل إرادة الحياة”، والذي كان الشابي والطاهر الحداد من أبرز رموزه الثقافية والفكرية.

وفي سنة 2014،أخرج فيلم “خسوف” الذي أحرز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان السينما المتوسطية في مدينة الإسكندرية عام 2016. وفي السنة ذاتها (2016) أخرج فيلم “القيرة” الذي كان في القائمة الرسمية لأفلام دورة أيام قرطاج السينمائية لسنة 2019.

وبقي حلمه قائما في انتاج فيلم حول اغتيال 'فرحات حشاد ' وحقق حلمه في تأسيس مركز الفنون جربة.

رحل عن عالمنا وسيظل نجمه ساطعا في سماء تونس ..

سامية الحامي